Website Logo

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

        الشيخ حسين الـجسر ( المتوفى سنة 1327هـ)

والد الشيخ محمد الجسر الذي تولى رئاسة مجلس النواب اللبناني وجد الشيخ نديم الجسر الذي تولى منصب الافتاء في طرابلس

ولد في طرابلس وتلقى فيها علومه الأولية عن عدة شيوخ أبرزهم الشيخ أحمد عبد الجليل والشيخ عبد القادر , والشيخ عبد الرزاق الرافعيين.

سافر إلى مصر وجاور بالأزهر الشريف مدة خمس سنوات انكب خلالها على تحصيل العلم، ثم عاد إلى بلده طرابلس وتولى التدريس في الجامع المنصوري الكبير وفي جامع طينال.

وعليه تخرّج نخبة من علماء طرابلس أمثال الشيخ كامل الميقاتي أمين الفتوى، والشيخ عبد المجيد المغربي أمين فتوى طرابلس، والشيخ مصطفى وهيب البارودي.

له عدة تآليف من أهمها ( الرسالة الحميدية في حقّية الشريعة المحمدية ) ردّ فيها افتراءات المستشرقين على الشريعة الإسلامية.

ظهرت عنايته بإرشاد أبناء مدينته إلى علم التوحيد في قصيدته التي وضعها لتعليم الأطفال محاسن الأخلاق وحث فيها على تعلم علم العقيدة الحقة واعتبره من أوائل ما يُلقّن للأطفال فقال في رسالته ( هديّة الألباب في جواهر الآداب ) في الصحيفة الثانية /2 ما نصه:

فــأول الكمــالِ لــلأولادِ            معرفــة المـولى العظيـم الهادي

وصحــةُ الإيمـان والإقــرار             بكـل مـا صـح عـن المختـار

ثـمّ أداءُ واجــبِ العبــادة              فإنهـا عـلامـــة السعــادة

ولما انتشرت بعض الأفكار الهدامة والعقائد الزائغة سارع الشيخ حسين إلى وضع كتاب في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة وردّ تلك الشبه حفاظاً على عقيدة أبناء المسلمين من الزيغ والضلال وأسماه ( الحصون الحميدية للدفاع عن العقيدة الإسلامية ).

ذكر في مقدمته أنه نشأت شُبه لم تكن معهودة في غابر الأعوام وصار كل عاقل يخشى على إيمان الضعفاء من غوائل هذه الشُبه الجديدة وعلى عقائد شبان الأمة الزيغ والوقوع في الضلالات، فتجدد الاحتياج إلى استئناف الردود السديدة وتأليف كتب في حفظ الإيمان مفيدة.

وقد نبه في كتابه هذا على تنـزيه الله عن المكان والجهة فقال رحمه الله في الصحيفة/9ما نصه:

يجب لله تعالى المخالفة للحوادث ويستحيل عليه المماثلة للحوادث بأن يكون تعالى مشابهاً لهذه الموجودات الحادثة في خاصة من خواصها… وذلك كالجوهرية والجسمية والعرضية والتحيّز والتركيب والتجزؤ والتولد عن الغير وولادة الغير والاتصال والانفصال والانتقال من حيّز إلى حيّز. اهـ

وقال في الصحيفة /20 ما نصه:  يجب لله تعالى قيامه بنفسه ويستحيل عليه قيامه بغيره، بمعنى احتياجه إلى مكان يقوم فيه أو محلّ يحلُّ فيه، أو مخصّص يخصصّه، أو موجد يوجده.

والدليل على ذلك أنّه قد ثبت في دليل المخالفة للحوادث أنّه تعالى ليس جوهراً ولا جسماً فلا يحتاج إلى مكان يقوم فيه، لأن الاحتياج إلى المكان من خواصّ الجواهر والأجسام وثبت هناك انه تعالى ليس عرضاً فلا يحتاج إلى محل يحلّ فيه ويقوم به كما تحتاج الأعراض كالألوان والطعوم.

وفي الصحيفة /40 يقول:  فاستواؤه تعالى على العرش هو صفة من صفاته تعالى اللائقة به ليس كاستواء الحادث المستلزم للجسميّة والجهة. اهـ

 

      الشيـخ عبـد القــــادر الأدهمـــي ( المتوفي سنة 1328 هـ)

ولد بطرابلس وتلقى فيها علومه على الشيخ أبي المحاسن القاوقجي والشيح محمود نشابة والشيخ عبد الرزّاق الرافعي.

رحل إلى المدينة المنورة وأقام فيها مجاوراً، ثمّ توجَّهت إليه من قبل السلطان عبد الحميد وظيفة الخدمة في الحجرة الشريفة.

وضع عدّة رسائل في أنواع من العلوم منها رسالة ( وسيلة النجاة والإسعاد في معرفة ما يجب من التوحيد والاعتقاد( .

قال في مقدمتها: هذه رسالة وجيزة غزيرة الفضائل فيما يجب اعتقاده في التوحيد على كل مكلف من العبيد. اهـ

وفي الصحيفة/4 يقول ما نصه: وهو تعالى لا ابتداء لوجوده ولا انتهاء له، ولا يشبه شيئاً من الحوادث، ولا يشبهه شيئ منها، ولا يحتاج إلى مكان ومحل، ولا يغيره زمان، ولا ثانـي له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، قائمٌ بنفسه، مستغن عن جميع خلقه، قادر مريد يفعل ما يشاء، أبدع خلق العوالم وسائر الأشياء، ويعلم الواجبات والمستحيلات والجائزات، ويرى كلّ شيء ويسمعه، لا يشغله شأن عن شأن. اهـ

والله تعالى أعلم وأحكم , والسلام عليكم ورحمة الله .

Skip to content